مقالات واراء

بورتريه.. حكاية سيدة تحافظ على إرث الفضة بتزنيت

عبد الغني بن الطاهر
تقترب السيدة فاطمة أماسين من إتمام عقدها السابع، لكن ذلك لم يمنعها في المشاركة في مواصلة حياتها بصفتها حرفية ماهرة في مجال الفضة، تعرض منتجاتها بمعرض تيميزار للفضة بتزنيت، وتستقبل زورها بابتسامة لا تفارق محياها.
حين تقترب من فاطمة التي تقطن بقرية المعذر الكبير نواحي المدينة والتي أسست بها تعاونية نسائية سمتها “تنضافت”، تنبهر بإتقانها لحرفة صناعة الفضة، والتي تستعملها أيضا في “ثقب الأذنين”.
هي شخصية ودودة وكريمة، تقول إنها تستقبل في ورشتها بحرارة الفتيات والبنات وتلقي في قلوبهن كلمات، مما يخفف من خوفهن من هذه التجربة الجديدة.
وليس “ثقب الأذنين” في الثقافة المغربية مجرد إجراء تجميلي، بل هو احتفال بجمال الأنثى وانتقالها إلى مرحلة جديدة في حياتها، يرتبط هذا التقليد بتقاليد دينية واجتماعية راسخة، ويعتبر رمزاً للهوية الثقافية للمجتمع.
لذلك توليها فاطمة أهمية كبيرة، فهي تستخدم الفضة الخالصة في هذه العملية، معتقدة في قدراتها على الشفاء والحماية، كما تحرص على نقل خبرتها إلى جيل جديد من الحرفيات، من خلال التعاونية النسائية لتعليم هذه الحرفة وتطويرها.
ويتجاوز دور الفضة في الثقافة المغربية، وخاصة في الجنوب، كونها مجرد مادة لصناعة الحلي، فهي مرتبطة بالشجاعة والعزة، وتعتبر رمزاً للهوية القبلية.
وليست فاطمة فقط حرفية ماهرة، بل هي أيضاً رمز للحفاظ على التراث والتقاليد المغربية، تسعى إلى تمكين المرأة اقتصادياً من خلال هذه الحرفة، وتعمل على تطوير منتجات صديقة للبيئة.
فاطمة هي قصة تروى جيل بعد جيل عن الحفاظ على التراث، وتمكين المرأة، وإبراز أهمية الحرف التقليدية في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock