مقالات واراء

المولى إدريس الأكبر … واضع أسس استقلالية هذا الوطن

نورالدين بن شقرون/مكتب مراكش

عندما تزور ضريح المولى إدريس الاكبر بمدينة زرهون وعندما تقرأ ما بين سطور اللوحة التذكارية التي نصبت عند مدخله، يتأكد لك ان هذا الوطن لم يكن يوما ولاية تابعة لأحد وأن القبائل الأمازيغية التي بايعت هذا الشريف المنحدر من الأسرة النبوية، وجدت في الدعوة الإسلامية عبر قوة الإيمان كل معالم التحدي وعدم الانصياع لأي كان.
عندما تزور هذا الضريح وتتأمل في تلك اللوحات من الزليج الفسيفسائي تتذكر طبيعة هذا المجتمع الخليط من قبائل عدة لكل واحدة عادات وتقاليد ونمط عيش مختلف لكنهم في الشدائد متحدين ويقفون وقفة رجل واحد عند غزو بلادهم ضد أي دخيل.
عندما تزور ضريح المولى إدريس الأكبر، تفهم أن الرجل لم يأت الى المغرب لنشر الدعوة الإسلامية بمفهومها الكمي، بل أتى بمفاهيم الإنسانية ككل بعدما ذاق مرارة الفتنة والتطرف والاقتتال على السلطة.
عند زيارتك لهذا الضريح تتذكر شريط تاريخ المغرب الذي لم يخرج قط عن المسار الذي خططه هذا الرجل لهذه البلاد، وكأنه وضع ” دستورا” حدد به معالم الدولة في وقت لم يكن لمفهوم الدولة وجود.
عندما تقرأ اللوحة التذكارية وتكتشف أن السلطان المولى اسماعيل العلوي رحمه الله هو من أمر ببناء هذا الضريح ونقل رفات المولى إدريس إلى مدينة زرهون، تفهم بل وتفتخر أنه رغم توالي الأسر المتعاقبة على حكم المغرب، أن ثقافة الاعتراف بالجميل هي من شيم المغاربة رغم اختلاف مشاربهم.
عند مغادرتك لهذا الضريح، تحتفظ في ذاكرتك برسالة نصية مفادها أن هذا البلد لم يكن يوما ولاية تابعة لأحد او إمارة خاضعة لا للشرق ولا للغرب.
رحم الله المولى إدريس الأكبر واضع أسس استقلالية هذا الوطن.

مولاي إدريس زرهون: 2024/08/17

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock