لماذا يفضل المغاربة دكار لدراستهم الطبية؟
سماح عقيق/ مكتب مراكش
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الطلاب المغاربة للوصول إلى كليات الطب في وطنهم، أصبح السنغال، وتحديدا جامعة الشيخ أنتا ديوب في دكار، وجهة مفضلة لهم لاستكمال دراستهم الطبية.
فالمنافسة الشديدة على مقاعد كليات الطب في المغرب، والرسوم المرتفعة في الجامعات الخاصة، تدفع العديد من الطلاب إلى البحث عن بدائل خارجية.
جامعة الشيخ أنتا ديوب، التي تتميز بتقديم تعليم طبي عالي الجودة، تشهد تزايدا ملحوظا في أعداد الطلاب المغاربة، حيث يتجاوز عددهم 1300 طالب، منهم أكثر من نصفهم يدرسون في هذه الجامعة.
ورغم تميز الجامعة في برامجها الأكاديمية، إلا أن جودة التعليم ليست العامل الوحيد الذي يجذب الطلاب المغاربة، إذ يساهم المناخ الثقافي المريح والبُنى التحتية التعليمية القوية في تعزيز هذا التوجه.
من خلال برنامج تبادل الطلاب بين المغرب والسنغال، يخصص السنغال حوالي 150 منحة دراسية سنويا للطلاب المغاربة، يتوجه معظمها إلى التخصصات الطبية ويعد الحصول على هذه المنح فرصة نادرة للطلاب المغاربة الذين يسعون لاستكمال دراستهم في مجالات الطب والصيدلة وطب الأسنان.
الطلاب المغاربة لا يقتصرون على الدراسة فقط، بل يتمكنون من خوض تجارب تدريبية متقدمة، سواء في السنغال أو عبر برامج تبادل مع دول أخرى مثل فرنسا وعند تخرجهم، يعود العديد منهم إلى المغرب للعمل، بينما يختار بعضهم البقاء في السنغال، مستفيدين من الاتفاقيات الثنائية التي تسهل مزاولة المهنة بين البلدين.
تعد تجربة الطلاب المغاربة في السنغال نموذجا ناجحا للتعاون التعليمي بين المغرب والدول الإفريقية، حيث تتجلى الروابط الثقافية والدينية المشتركة، إضافةً إلى الدعم الأكاديمي والمهني الذي يقدمه السنغال لهم.