في واحدة من العمليات الأمنية التي تعكس حرص السلطات المغربية على حماية صحة المواطنين، نجحت مصالح الأمن بمدينة إنزكان من توقيف “تيكتوكر” شهيرة، بعد ضبطها متلبسة بحيازة وترويج خلطات تجميلية غير مرخصة، في مشهد يعكس حجم الخطر المتنامي وراء “وهم الجمال السريع” المنتشر على منصات التواصل الإجتماعي .
ويذكر أن المعنية بالأمر تدير محلاً معروفاً بمدينة إنزكان، وتتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة على “تيك توك”، حولت حساباتها الإلكترونية إلى واجهة افتراضية لترويج منتجات تجميلية تحمل علامات مزورة، توهم بأنها خاضعة لترخيص من المكتب الوطني للسلامة الصحية، غير أن التحقيقات كشفت أن معظم هذه المنتجات إما مهربة أو مصنّعة بطرق عشوائية، دون أي رقابة صحية، ما يشكل تهديداً مباشراً لصحة النساء اللواتي يلهثن وراء وصفات التجميل السريعة .
وجاءت هذه العملية بعد شهرين من صدور مذكرة بحث في حق الموقوفة، إثر مداهمة سابقة لمحلاتها التي تحولت إلى قبلة لزبونات يبحثن عن نتائج فورية، غير مباليات بالمخاطر الصحية، ويبدو أن استخدام الشهرة والنفوذ الرقمي لاستقطاب الزبائن كان عنصراً أساسياً في نجاحها التجاري، إلى أن تدخلت السلطات لتضع حداً لهذا النشاط المشبوه .
وفي سياق متصل، كانت رئاسة النيابة العامة قد أصدرت مذكرة صارمة تحذر فيها من تنامي ظاهرة ترويج منتجات تجميلية غير مرخصة على وسائل التواصل الإجتماعي، مطالبة بتطبيق القانون بحزم لحماية المستهلكين من الوقوع ضحية لهذه الممارسات .
وتم وضع الموقوفة تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار عرضها على أنظار العدالة، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتفكيك خيوط هذه الشبكة وتحديد باقي المتورطات في هذه الأنشطة الغير قانونية .
وتأتي هذه العملية في إطار حملة وطنية شاملة لمواجهة مروجي “الخلطات السحرية” التي غزت الفضاء الرقمي، وسط دعوات متزايدة لتوعية النساء بمخاطر اللجوء إلى مستحضرات غير مراقبة، قد يكون ثمنها غالياً… ليس فقط مالياً، بل صحياً وحياتياً .
