أكادير: ممرات تحت أرضية كانت حلماً واختفت في صمت..!

مكتب أكادير / هشام الزيات
في وقت كان فيه سكان مدينة أكادير يعلقون آمالاً عريضة على مشاريع البنية التحتية التي أُعلنت ضمن البرنامج الملكي للتنمية الحضرية، فوجئ الرأي العام المحلي باختفاء غير مبرر لمشروع حيوي طال انتظاره: الممرات تحت الأرضية التي كان من المفترض أن تساهم في فكّ الخناق المروري الذي تعاني منه المدينة منذ سنوات .
المشروع، الذي كان من أبرز النقاط التي بُشّر بها السكان ضمن الرؤية الملكية الرامية إلى جعل أكادير قطباً حضرياً حديثاً ومتطوراً، بدأ وكأنه تبخر من أجندة التنفيذ دون أي إعلان رسمي، أو حتى توضيح من الجهات المعنية حول أسباب هذا التراجع المفاجئ .
وفي ظل غياب هذه المنشآت التي كانت ستشكل متنفساً حقيقياً لحركة السير، تستمر المدينة في معاناتها اليومية مع الازدحام، خاصة في المحاور الرئيسية التي تشهد شللاً شبه تام في ساعات الذروة، السياح الذين يقصدون أكادير بحثاً عن الراحة، يجدون أنفسهم وسط فوضى مرورية تضعف من جاذبية المدينة كوجهة سياحية، فيما يشعر السكان بالإحباط جرّاء تأجيل الحلول الجذرية .
وتطرح هذه المستجدات أسئلة ملحّة حول مدى التزام الجهات المسؤولة بتنفيذ بنود البرنامج الملكي، وحول مصير الميزانيات المخصصة لهذه المشاريع .
كما يطالب العديد من الفاعلين المحليين بضرورة فتح نقاش عمومي شفاف حول ما جرى، ومحاسبة كل من يثبت تسببه في تعطيل مشاريع كان من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في حياة المدينة .
وفي انتظار توضيحات رسمية أو إعادة إدراج المشروع ضمن الأولويات، لا يملك سكان أكادير وزوارها إلا التعايش مع واقع مروري خانق، على أمل أن يأتي “الإشعار الآخر” الذي طال انتظاره .