مقالات واراء

حي واد فاس… حين تصبح الدائرة الأمنية عنوانًا للثقة والنجاعة

زكرياء المغاري – مكتب فاس

في زمن تتعالى فيه مطالب المواطنين بالأمن والانضباط، تبرز الدائرة الأمنية بحي واد فاس كنموذج رائد في تكريس مفاهيم الشرطة المواطنة، حيث لم تعد العلاقة بين رجل الأمن والمواطن قائمة فقط على التدخل عند وقوع الجريمة، بل باتت مؤسسة الأمن بالحي شريكًا حقيقيًا في ضمان الاستقرار وبناء الثقة.

وقد سجلت هذه الدائرة، في الآونة الأخيرة، تفاعلًا فوريًا وفعّالًا مع شكاية تتعلق بالضرب والجرح، حيث تم توقيف الجاني بسرعة قياسية، بفضل اليقظة الدائمة والحضور الميداني لعناصر الأمن. هذا التدخل الحاسم لم يكن معزولًا، بل يندرج في إطار تفعيل توجيهات المديرية العامة للأمن الوطني الرامية إلى تكريس التدخل الاستباقي والفعال، وتعزيز القرب من المواطنين.

اللافت في عمل هذه الدائرة، ليس فقط الاستجابة السريعة، وإنما الأسلوب الحضاري في التواصل مع المواطنين، واحترام الضوابط القانونية والأخلاقية، ما جعل من المقر الأمني بحي واد فاس فضاءً منظمًا، يستقبل يوميًا أعدادًا مهمة من المرتفقين في ظروف مهنية وإنسانية راقية.

ويعود الفضل في هذا التحول النوعي إلى روح العمل الجماعي والانضباط التي تسود بين عناصر الدائرة، لا سيما شبابها المتحمس والواعي بدوره المحوري. ويبرز من بينهم الشبان محسن، منعم، ويونس، الذين جسدوا بكفاءتهم والتزامهم صورة رجل الأمن الجديد: قريب من المواطن، حازم في تطبيق القانون، ولطيف في التعامل.

إن ما تشهده الدائرة الأمنية بحي واد فاس اليوم، يبعث برسائل واضحة مفادها أن المؤسسة الأمنية بالمغرب تعرف تحولًا عميقًا، يتجاوز الأدوار التقليدية نحو نموذج شمولي يرتكز على الخدمة، الثقة، والاحترافية. فحين يشعر المواطن أن أمنه أولوية، وأن صوته مسموع، يدرك أن الدولة تشتغل لصالحه، وأن “الشرطة في خدمة الشعب” ليست شعارًا مناسباتيًا، بل واقعًا يوميًا متجددًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock