العرس العربي لمحمد المؤدن عميد أكادمية كازابلانكا الدولية للثقافة والفنون والتراث الشعبي.
محمد الادريسي // مكتب مراكش.
عاش العالم حدث بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، المنظم بدولة قطر العربية الشقيقة ؛ وهي دورة عرفت الكثير من المفاجآت ؛ بعضها أثار الجدل والانتقادات من طرف بعض المغرضين المساندين للمثليين والمتحولين جنسيا ؛ وأكثرها قلب الموازين بتحديات لم يعرف مثلها تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم .
على مستوى التجهيز بنت دولة قطر الشقيقة سبعة ملاعب مصممة بإحكام ومعايير حديثة ؛ في ساحات استراتيجية ترتبط بسلسلة طرقية وبشبكة المترو وقريبة من مطار جديد ؛ ومجهزة بأحدث الوسائل لضمان راحة الجمهور والمنتخبات الدولية المتنافسة ؛ منها قاعات الصلاة ووسائل إسماع الآذان وعدد كبير من الفنادق لاستقبال الوافدين لتشجيع منتخباتهم وجماهيرهم المرافقة.
وعلى مستوى التنظيم فقد جرمت دولة قطر العلاقات المثلية ومنعت بصرامة كل الجمعيات والمنظمات المساندة لها ؛ ومنعت كل المسكرات داخل الملاعب ؛ ووفرت الأمن المطلق وجسدت الكرم العربي وحفاوة الاستقبال للزائرين من كل الأقطار دون تمييز . وأكبر مفاجأة عرفتها هذه الدورة تألق المنتخب المغربي العربي الذي قهر بزئير أسوده الأطلسية كل المنتخبات التي التقت معه في الميدان (كرواتية – بلجيكا – إسبانيا – البرتغال) وأسال دموع المهزومين التي كانت تتبجح بالعنصرية والعرقية ؛ بهذا التألق المغربي في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وعلى أرض قطر- القطر العربي المسلم – ظهر الحق وزهق الباطل رفع العلم المغربي عاليا تعانقه الأعلام العربية في سماء قطر ؛ الجماهير العربية تتآخى تهلل منتشية بانتصار المنتخب المغربي القطر العربي الذي أعاد المجد للعروبة والإسلام ؛ إنها القومية العربية والوحدة العربية تمشي على قدميها مزهوة في كل ربوع الوطن العربي ؛ الوحدة العربية التي لم تحققها جامعة الدول العربية وانتهت مؤتمراتها بالفشل ؛ ولم تحققها الناصرية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين بمحاولة جمال عبد الناصر بقيام الجمهورية العربية المتحدة باتحاد مصر وسوريا ؛ بناء على مشترك اللغة والتاريخ والثقافة والتراث ؛ لم تتحقق الوحدة العربية إلى حد الآن لحل القضية الفلسطينية.
الدورة وحدها بتألق الأسود الأطلسية المغربية العربية الإفريقية حققت وحدة بين الشعوب الإفريقية التي عانت بالأمس القريب من ويلات الاستعمار المتمثلة في الإذلال والتفقير والتحقير والرق والميز العنصري ونهب الخيرات الإفريقية بالاستعمار ؛ ولم تستطع منظمة التعاون الإسلامي نبد الإرهاب والتطرف ؛ ولم تستطع في ظل العولمة والعلمانية وغزو الثقافة العربية والتعاليم الإسلامية وتكريس مركزة العقل الغربي أن تكبح جماح الفساد الأخلاقي والعنف ضد المرأة وانتشار المثلية والتحولات الجنسية.
وحدها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وبتألق الأسود الاطلسية المغربية العربية المسلمة الإفريقية استطاعت أن تعيد أمجاد الإسلام باعتناق عدد من الغربيين للعقيدة الإسلامية بعد اقتناع تام أن لا عقيدة تخلصهم من الجاهلية الجهلاء غير الإسلام ؛ وهم يلاحظون البر والإحسان بالوالدين مجسدا بعناق الأسود لأمهاتهم وآبائهم في مدرجات وأرضيات الملاعب .
قمة التعاون والتسامح تحققت على أرض الواقع في دولة قطر الشقيقة وفي الدول الإسلامية وفي ربوع الوطن العربي .
برقيات التهاني بالفوز تقاطرت على ملكنا محمد السادس نصره الله الذي خرج مرتديا البدلة الرياضية الخاصة بالمنتخب المغربي وسط الجماهير المغربية التي ترتدي نفس البدلة وتلوح بالعلم الوطني تعانقه أعلام أقطار عربية وإفريقية ترسل من حناجرها شعارات وعبارات النصر والإخلاص للوطن و الالتحام بالعرش العلوي المجيد .
جماهير مختلطة في كل الساحات والشوارع والبوادي والأرياف وفي أقالمنا الصحراوية أطفال وشباب شيوخ ونساء جماهير تهتف بانتصار الأسود الأطلسية المغربية التي حققت الوحدة والقومية العربية والوحدة الإفريقية وأعادت المجد للإسلام والمسلمين. إنها مشاعر فرحة عارمة صادقة لا علاقة لها بالاقتصاد ولا بالسياسة ولا بالتفاوتات الطبقية رغم كيد الكائدين . انتصار عربي إسلامي إفريقي في قطر القطر العربي المسلم الشقيق .
عاشت الأسود الأطلسية المغربية النصر للأمة العربية والإسلامية .