مقالات واراء

“الدلاح”، “ساروت لخشب”، الكوفية وحنظلة.. رموز شعب مناضل ومناصريه

محمد جرو/مدير مكتب طانطان
هي رموز عصية عن التجاهل تحاولُ مجابهة الإلغاء … رموز تعبر عن كينونة تاريخية وهوية متجذرة صامدة تجاه الطمس الذي يحاول الاحتلال ممارسته على تاريخ الفلسطينيين وحقوقهم.
-الكوفية الفلسطينية اصبحت رمزا عالميا
بمجرد أن تُذكر الكوفية، تستحضر الذاكرة ذلك الوشاح الأبيض ذو النقوش السوداء الذي يُغطي الرأس. لكن، للكوفية قصة نضال، وترميز لتاريخ وهوية.

ستأخذ الكوفية طابعا عالميا، إبان ظهور الزعيم الراحل ياسر عرفات وهو يتوشحها عند دخوله مقر الأمم المتحدة، وقد كان يترديها غالبا على شكل خريطة فلسطين.

-غطاء للرأس الذي أصبح رمزا للمقاومة..

لم تكُن الكوفية سوى غطاء للرأس لدى الفلاحين والبدو في بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية، تقيهم حر الصيف والهجير. إلا أن تداولها في فلسطين يعود بالضبط إلى سنة 1936، زمن الاحتلال البريطاني، خلال الثورة الكبرى، حيث كانت تُساعد في إخفاء هوية المقاتلين عَبر لفها على الوجه والرأس، ولم تكُن خاصة للرجال فقط، بل ارتدتها النساءُ كذلك، وصارت وسيلة تمويه لتفادي وصول الجيش الإنجليزي إلى الفدائيين. منذُ ذلك الوقت، أضحت الكوفية رمزا للفدائي الفلسطيني.

أضحت الكوفية تُوظَّف للتعبير عن التضامن الأممي مع الفلسطينين، وأضحت مشتركا إنسانيا عالميا ارتبط بنضال الشعب الفلسطيني؛إضافة لكونها تطورت في التمثل الشعبي حتى أصبحت رمزا سياسيا دالا على الاحتجاج، إذ يتوشحها مناصرو القضية في المظاهرات الاحتجاجية، حتى إن لم يكُن لها علاقة بالفلسطينيين.

-“ساروت لخشب”وتمثل حق العودة

قد يكون الساروت الخشبي رمزا أيضا عالميا ،بالنظر لكون الشعب الأمازيغي بشمال إفريقيا بالتدقيق ،وفي مخيال جداتنا هو الأمن هو حب البيت الذي يعتبر حضنا يزيد من منسوب حب الأم والجدة فتحمله على صدرها كعقد من ذهب ..

كثيرا ما تُتداول صور الساروت على وسائط التواصل الاجتماعي، تعبيرا على أن المفتاح الخشبي الفلسطيني أقدمُ من وجود الكيان الصهيوني.

في مقال منشور على موقع الجزيرة نت، يروي أحد الفلسطينيين أنه عاش أسبوعين بين الأشجار في محيط قريته، يراقب الوضع قبل أن يأخذ المفتاح وكيف تحتفظ به الأمهات معلقا في صدورهن… بأمل العودة يوما ما.

“مفتاحُ العودة” لا يعبر فقط عن أمل الرجوع، إنما عن حق الفلسطينيين في أراضيهم، هو رمز ودلالة على الأحقية التاريخية للأرض.

يشير “مفتاح العودة” إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم وقُراهم، خصوصا أولئك الذين هجروا خلال النكبة عام 1948.

-الدلاح الأحمر”ليس فقط فاكهة…

الدلاح بالنسبة لنا بشمال إفريقيا ،وحتى خارجها هو بطيخ أحمر مرتبط بفصل الصيف.

في فلسطين، أصبح الدلاح رمزا للمقاومة والنضال، وعنوانا لتاريخ من مواجهة القمع والوحشية الصهيونية.

يعود توظيف رمز البطيخ كآلية للمقاومة، مباشرة بعد نكسة 1967، حين سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة، وضم القدس الشرقية.

احتجاجا على ذلك، وللتحايل على الحظر، بدأ الفلسطينيون في استخدام البطيخ، لكونه يحملُ نفس ألوان العلم الفلسطيني. بذلك، أضحى رمزا سياسيا وثقافيا للمقاومة، وحتى خارج فلسطين حمل مناضلون أمميون الدلاح برمز ألوان العلم الفلسطيني للتعبير عن تضامنهم ،ومتابع حرب غزة يعلم أن الدلاح ليس فاكهة بقدر ماهو أيقونة تمثلها الألوان :أبيض لون الحب أخضر لون الأرض أحمر لون الدم أسود رمز الرعب ،وكلها توجد بفاكهة الدلاح .

-رمز الطفل حنظلة ..الذي اغتال ناجي العلي ..

ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر… قوانين الطبيعة لا تنطبق عليه، لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء!

أما تكتيف يده بعد حرب أكتوبر 1973، فلأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة.؛ لأنه ثائر وليس مطبعا.

عندما سُئل الشهيد ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة، أجاب: “عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.

يعبر حنظلة عن ناجي العلي، الرسام الذي عاش بين المخيمات في لبنان وعمره لم يتجاوز العشر سنوات”

وبسبب رمز الطفل حنظلة اغتيل ناجي العلي، ومازال الطفل شابكا يديه.

لم يعرف الفلسيطنيون المقاومة بالسلاح وحده ،رغم أنه دفاع عن النفس،لكن للحفاظ على الهوية والتاريخ، لا بد من الرموز، التي تستمر وتعيش وتعمر طويلا ،لتصبح عصية عن النسيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock