مقالات واراء

تمسك فئة معينة بالعادات بدل العبادات يدفع المغاربة لاقتناء أضحية العيد بأساليب ملتوية

المصطفى الوداي

مع اقتراب عيد الأضحى واستثنائية هذا الموسم 1446 المتجلية في عدم دبح أضحية العيد تنفيذا للقرار الملكي النابع من الرغبة في الحفاظ على قطيع الأغنام الذي تأثر بشكل سلبي بسبب توالي سنوات الجفاف، ، وعدم نجاعة سياسة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، وتحدبدا استراتيجية المغرب الأخضر في تطوير وتثمين رؤوس الأغنام
هذا التراجع في عدد رؤوس الأغنام انعكس على أثمنة لحوم الغنم التي تجاوزت 150 درهم حتى اصبحت كمادة من مواد الترف، ولو يعد بمقدور فئات واسعة من فئات المجتمع المغربي
وبات من الضروري للحفاظ على القطيع الوطني إلغاء دبح الأضحية في عيد الأضحى للحفاظ على حوالي 6 ملايين رأس من الغنم والمعز،، وإعادة تكوين هذه الثروة الوطنية وإعادة التوازن بين العرض والطلب على لحوم الغنم حتى تعود الأسعار الى مستواها العادي كخطوة أولى،
بعد ذلك تم إطلاق خطة لإعادة تكوين أو تشكيل القطيع بقيمة 620 مليار سنتيم، بما في ذلك دعم مربي الماشية، وجدولة مبالغ محددة من الديون ل 50 ألف مربي والغاء الديون والفوائد بالنسبة للقروض الاي تقل عن 100000 درهم، إضافة الى عدة إجراءات تهدف الى النهوض بالقطاع لاستدامة الإنتاج الحيواني،
اتخاذ قرار إلغاء ذبح أضحية العيد في البداية لقي استحسان المواطنين اللذين اكتواو بلهيب أسعار أضحية العيد الموسم الماضي، القرار لقي كذلك عدم رضى الكسابين اللذين عبروا عن قلقهم واعتبار القرار ضربة موجعة سيأثر سلبا على رأس مالهم وسيكبدهم خسائر مالية فادحة
لكن مع اقتراب عيد الأضحى تفاجئ المغاربة بسلوك غريب من فئة معينة من المغاربة التي سارعت الى اقتناء أضحية العيد مع خلق الذرائع والحجج الواهية كشراء الخروف من أجل العقيفة، أو الإحتفال بنيل أحد الأبناء بشهادة عليا
تهافت المغاربة وبالتحديد فئة معينة لم يقتصر على شراء الأصحية بل وصل الى شراء أحشاء الأكباش)(الدوارة)
حتى تجاوز الثمن 800 درهم
هذا السلوك يعتبر سلوكا غير حضاري ويتنافى مع المصلحة الوطنية وضد الأهداف الإقتصادية، لأن ر
رؤوس الأغنام سنة 2024 بلغت 20،30 مليون رأس
مسجلة عجزا وصل الى 2٪ مقارنة مع سنة 2023 ، إضافة الى استهلاك المغاربة السنوي من رؤوس الأغنام يتراوح ما بين 9و10 ملايين رأس
هذه العوامل مجتمعة مع توالي الجفاف تشكل تهديدا حقيقبا لتراجع الثروة الحيوانية بالمغرب
إن تجاهل فئة معينة من المواطنين لهذه العوامل واصرارهم على ذبح أضحية اىعيد ستكون له عواقب وخيمة على القطيع الوطني وسينعكس على أثمنة لحم الغنم التي ستشهد ارتفاعا فلكيا
ومرد هذا السلوك هو التشبت بالعادات عوض العبادات
لأن أضحية العيد سنة مؤكدة مع الإستطاعة، و تراعي الظروف الإجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمع،
حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين، يذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والثاني عن من وحده الله من أمته
فالبحث في العلوم الدينية هو السبيل للقطع مع العادات وممارسة العبادات بالطريقة المثلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock