مقالات واراء

في مرمى موسم التخييم، هل مازال فضاء للتربية ؟

محمد جرو / مكتب طانطان

يقسم المدرب المشاركين الى خمسة أوستة صفوف ثم يبين كيفية تشكيل الشوارع والأزقة: الشوارع يبسط الأدرع الأفقية بحيث تتلاقى أطراف أصابع المشاركين أمالأزقة فتتغير جهة الأدرع الى اليسار بحيث تشكل حاجزا بنفس الطريقة السابقة بعد دلك يعين المدرب طفلين لتمثيل دوري القط والفأر فيفر الفأر ويتبعه القط لالقالء القبض عليه ويستغل الفأر تواجد الشوار ع والأزقة كلما وقع في ورطة ودلك بتلفظه بكلمة شوارع أوأزقة والجماعة تنفد طلبه وهكدا حتى يتم القبض عليه أوتعويضه بفأر جديد…
هذا ربما في جيلي ،وأجيال لاحقة ،خاصة لما كان المخيم حقيقة فضاء للتربية والتكوين والتنافس ،ونوسطالجيا مدربين ومؤطرين ،هامات منها من قضى نحبه ومنها من تم ترفيفه(وضعه في الرف)وآخرون يتحسرون ..ونزر قليل يكابد “وعاض”في التربية تنفيذا لعمق وجوهر “الله يبليك بحب الطفل ،حتى تحمل الرسالة ،رسالة تربوية ما..وأسطر على ،مايحملها من والى..”مع استثناءات طبعا ..ففي تجربتي المتواضعة ،وقد تنسحب على تجارب أفضل وأجل ،طفلا مستفيدا ،ثم متدربا ،وإطارا مكونا لتداريب ،ومسؤولا بفضاءات شاطئية وجبلية ،رفقة أطر وزارة الشباب والرياضة الموؤودة ،أو بمخيمات حركة الشبيبة الدموقراطية (حشد+حشدت)التقدمية ،كانت حمولة المخيم فعلا تستحق مؤسسة للتنشئة الإجتماعية ،بل أقول وأكرر في التكوينات أو التداريب التي أطرت ،بأنه مجتمع مصغر ،والإطار ،وليس إطار الصورة ،هو النموذج ،القدوة ،يعكس سلوكيات مختلفة ،قاعدتها الأخلاق ورأسها التضحية ..
هنا والآن ،ونحن على مرمى إعداد موسم التخييم ،جدير بالتأكيد على أني ،وجيلي نتقاسم بديهيات ،التطور ،التغيير ،ولكن يجب أن يكون وفق مقاربات علمية ومعرفية ،تتماشى مع هذه الأجيال ،التي أخشى أن أقول وأقر ،أن الهوة اتسعت كثيرا بينها ،لذلك فمن الصعب ردمها /الهوة،بمجرد لقاء بوزنيقة ،وشوط من التكوين ،وطوفان “توزيع”الفضاءات والمقاعد ،لاني شخصيا ناضلت ومازلت ،ومعي ثلة من الأطر الخيرة ،ضد “بعض من الحصادة”الذين حولوا مجال التخييم ،لشبه محطات طرقية ،ينتشر فيها صوت وزعيق ،”الكرتية”مع احترام لنبل المهنة ،وهي الوساطة بين المسافر وشركة النقل ،قبل تحريره،”إفران إفران ..هيا هيا غير ب300 درهم ،السعيدية العرائش طاماريس باب بودير …غير بكذا وكذا ..!؟ هل هي سلعة ،هل المخيمات مجرد محطات …!؟
المخيم ومجالاته ،أكبر من هذا ،لذلك فهو شأن عام مغربي يتطلب نقاشات ونقاشات ،بإشراك كل من له صفة الإنتساب للتربية ،أكاديميا ،أبحاثا ،وهي قليلة بل نادرة ،فشخصيا كنت ومازلت أحث طلبتي ،هلى صياغة تقارير عن تجاربهم اليومية ،رفقة الأطفال ،لأنهم آبائهم وأمهاتهم بالفضاءات فالمرحلة تحسب بليلها ونهارها ،يقضيها الطفل ،إمرأة ورجل غد المغرب الذي تطمح إليه كل الفعاليات ،تسود فيه كل الحقوق ،ومنها المجالية ولو بنسب متقاربة ،طفل الجبل يوجه الشاطىء والعكس صحيح ،وبمقاربات معقولة ،والحالة هذه ،أني وجدت من خلال ،برمجة هذا الموسم ،مثلا ،جهة درعة تافلالت خصص 200 مقعد لخرزوزة بينما السعيدية 150!؟؟ وعدد الجمعيات 29!؟ لاأستسيغ هذه “المعادلة”التي تتطلب ترافعا وإعمالا للعدالة المجالية ،والتمييز الإيجابي المفروض بالنسبة لجهات ،ناهيك عن مراحل تبرمجها جمعيات بعيدة عن مدنها ،مما يرهق الطفل ،وهو يقضي نصف المرحلة ذهابا وإيابا في أتون الطرقات ،وحظ صغير إذا توفر القطار ،وربما أطفال لن يتمكنوا من امتطائها ،وآخرون سيشمون فقط نسيم البحر ،ويأخذوا صورا برمال الشواطىء…
أزقة وشوارع مجال المخيمات تتطلب تكثيف التعاون والتقارب والجهود ،وجعل المخيم ،ليس فقط جميلا بالمواصفات “الجديدة”بالنسبة للبنية ،فأقول أنه أفضل المخيم بنصب “الخيمة”فللحياة قوانينها ،وللمخيم طقوسه،وحلاوة نصب الخيمة وغيرها تركز مبادىء قد تختفي ،ومنها الإعتماد على النفس ويليها بناء الشخصية وهو المبتغى والهدف…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock