مقالات واراء

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة

بقلم ذ. عبدالكريم التيال

عبدالكريم التيال
السيد رئيس الحكومة تعلمون جيدا ان الشعب المغربي منذ تاريخ بعيد أعطى دروسا في الوفاء و النضال ،وانه صمد كثيرا في وجه كل الازمات و الصعاب ، و انه حينما خرج في 20 فبراير لم يطالب ابدا بإسقاط النظام بل طالب برؤوس الفساد على عكس كثير من الدول العربية التي طالبت شعوبها بسقوط الأنظمة ، وهذا درس يجب ان تستوعبه الحكومة جيدا و تفهم عمق دلالته الرمزية و السياسية والمتجلية في ارتباط المغاربة بالمؤسسة الملكية كضامن للاستقرار و الوحدة الوطنية .
كما لا يخفى عليكم بدل جلالة الملك مجهودات كبيرة خلال العقدين الاخيرين من اجل بناء مغرب حديث و قوي له مكانة مهمة داخل محيطه الإقليمي و في علاقته بمختلف دول العالم. حيث حققت السياسة الخارجية نجاحات كبيرة للاسف الشديد لم ترافقها نجاحات مقابلة في السياسات العمومية الداخلية خصوصا في القطاعات الأساسية كالتعليم و الصحة و التشغيل .
هذا كله لاذكركم السيد رئيس الحكومة بأن التشخيص الذي قدمته كثير من الخطب الملكية عن اصطدام نجاحات السياسات الخارجية بمجموعة من الاختلالات على مستوى السياسات الداخلية يعتبر كافيا لتعيدوا توجيه بوصلة حكومتكم في الاتجاه الصحيح . و هذا ما يحتاج منكم اليوم ضبط ايقاع العمل الحكومي لتقليص الفوارق الاجتماعية ، و الحفاظ على القدرة الشرائية و مباشرة الاوراش الاستراتيجية و التي تبدو غائبة خلال المدة التي قضاها حزبكم على رأس الحكومة المغربية. يبدو انكم لم تلتقطوا اشارات جلالة الملك جيدا خلال مرحلة تدبير جائحة وباء كورونا حيث أطلق الدعم باشكال مختلفة لضمان التوازن بين الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع المغربي .بينما انتم اليوم تباشرون سياسة دعم الباطرونا و هذا بدا واضحا خلال دعمكم لارباب سيارات الأجرة بدل السائقين الذين يدفعون فاتورة الكازوال من قوت ابنائهم بينما يستفيد اصحاب المأذونيات من الدعم و “الروسيطة” ، و بدا ذلك واضحا ايضا في برنامج فرصة حيث خصصتم 10000 فرصة للمستفيدين و بالموازاة معها قيمة ال 10000 فرصة للشركات و المؤثرين من اجل الترويج و الاشراف على البرنامج و من بين الشركات المشرفة شركات لا علاقة لها بالتكوين المقاولاتي و لن تقدم اضافة لحاملي المشاريع و الايام بيننا . كما امرتم اليوم مختلف القطاعات الوزارية بتسوية ملفات الصفقات العالقة بسبب ارتفاع الاسعار و ظرفية الوباء و تعرفون جيدا ماذا سيحدث جراء ذلك من تلاعبات ستحمل الدولة اعباءا اكبر في عز الأزمة التي تبررون بها عدم قدرة الميزانية على دعم المحروقات .
السيد رئيس الحكومة ..المغرب طبقات و دعم القدرة الشرائية ينبغي ان يراعي كل الفئات و ليس الباطرونا وحدها. و حسب منطق الناطق الرسمي باسم حكومتكم ” لراكب شي سيارة يتحمل مسؤوليتها ” قل له ان يقول ” لدخل شي صفقة يتحمل مسؤولية خسارتها و رباحها ” .
السيد رئيس الحكومة برنامج كفرصة لا يحتاج الى ترويج و لا اشهار فالقطب العمومي و قطاع وزارة الداخلية عندهم من القدرة ما يمكنهم من ايصاله الى أبعد شبر في هذا الوطن . فرصة يحتاج الى العدد الكافي من الحاضنات الأمينة ، و الى المصداقية في اختيار المشاريع ، و ان يوجه لمن بدأوا عملا رغم قلة الإمكانيات او غيابها. و ليس الى من شاهد البرنامج عبر وسائل التواصل و أتى بمشروع وهمي طمعا في مبلغ 100000 درهم و بعدها يعلن عن فشل المشروع كما حدث في كثير من الفرص و” الهمزات ” …..يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock