اخنوش …بنكيران … كلكم مسؤولون
بقلم ذ. عبدالكريم التيال
السجال السياسي الدائر بين رئيس الحكومة عزيز اخنوش و الامين العام لحزب العدالة و التنمية عبدالاله بنكيران وضح بجلاء أزمة السياسة في بلادنا، و اظهر للمغاربة ضعف قيم المواطنة الحقيقية لدى النخبة السياسية .ففي الوقت الذي عملا معا في تحالف قيل انه تحالف أغلبي خلال ولاية حكومية مدتها خمس سنوات، و استمر اخنوش في النسخة الثانية من الحكومة التي قادها حزب العدالة و التنمية برئاسة سعد الدين العثماني. و اليوم يلومون بعضهم البعض حول ارتفاع اسعار المحروقات و غياب مخزون استراتيجي للمواد الطاقية بدولة اصبحت محورا اساسيا في العلاقات الدولية مما يؤكد عدم التوازن بين التفوق الدبلوماسي للسياسة الخارجية و الفشل السياسي في تدبير السياسات العمومية الداخلية .و قد كشفت الحرب الروسية الاكرانية هشاشة القدرة الحكومية على التحكم في اسعار المواد الاساسية بل لم تستطع الحكومة ايجاد حلول واقعية و سريعة لمحاصرة الغلاء و الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصا ان مؤشرات قرب الحرب الروسية الاكرانية قد لاحت بشهرين على الاقل قبل اجتياح قوات بوتين لبلاد زيلنسكي ، مما أعطى للحكومة فرصة توقع مختلف المشاكل التي قد تتسبب فيها الحرب الدائرة بالاراضي الاكرانية للمغرب ، وبالتالي التفكير مسبقا في الحلول البديلة و الاستراتيجات الممكنة للحد من اثار الأزمة على الاقتصاد الوطني .
ليس وحده بنكيران المسؤول على عدم توفر المغرب على مخزون استراتيجي من المحروقات بل كلكم مسؤولون خلال عشر سنوات من التدبير الحكومي ، و مسؤولون على ضعف مخزون المغرب من الحبوب و الاعلاف ، بل كلكم مسؤولون خلال سنوات من مخطط المغرب الاخضر على عدم توفير المهم و الاساسي و الاكتفاء بالثانوي و الكمالي . لولا سمعة المملكة و الثقة التي تحظى بها لدى دول العالم لادخلت حكوماتكم المتعاقبة المغرب في أزمات مختلفة .
دعكم اليوم من التنابز و تبادل الاتهامات لان الظرفية السياسية صعبة جدا و تفترض حسن التصرف و تفعيل ادق تفاصيل الحكمة و الذكاء ،انها مرحلة تتطلب حكومة تحسن .
مغرب اليوم بحاجة لحكومة مواطنة و شركات مواطنة ،اننا بحاجة ماسة إلى تشكل وعي سياسي جديد يحمل الى الشأن العام نخبا جديدة تجدد دماء مقرات الاحزاب المتجمدة .